هناك بعض الأخلاقيات التي نتعامل بها مع الناس، سنوضحها من خلال طرح مجموعة مواقف.
الموقف الأول: تخيل لو أن ثلاث أشخاص توفوا في يوم واحد، وجلس مجموعة من الناس يتكلموا عنهم.
الأول: تكلم الناس عن سوء خلقه، وعن تكبره، وسيئات أعماله.
الثاني: لم يتحدثوا عنه، لأنهم لم يعرفوه، فقد كان يغلق عليه بيته، فلم يذكروه بخير أو بشر.
الثالث: أفاضوا في الحديث عنه، وعن حسن خلقه، وعن أدبه، وعن عفته، وعن كرمه، وعن جوده، وبسمته التي يرونها باستمرار، ومواقفه الطيبة، وفى نهاية الحوار كلهم دعوا له بالمغفرة والرحمة، وذكروه بخير، وتواصوا أن يتصلوا بأولاده للإطمئنان عليهم.
فأي الثلاثة تتمنى أن تكون؟
الموقف الثاني: أحد الأشخاص حدث له حدث سار، جاءته ترقية أو منصب رفيع، فثلاثة أشخاص جلسوا مع بعضهم، الأول: امتلأ حقدًا وغيرة وحسدًا لكنه لم يتكلم، الثانى: جلس يفكر كيف يصرف هذا الخير عنه، الثالث: امتلأ قلبه بفرحة لهذا الشخص، وقام يتصل به ليهنئه بهذا الحدث.
فأي الثلاثة تتمنى أن يكون معك؟
وثق تمامًا أن الناس لن تكون معك بهذه الصورة إلا إذا كنت أنت معهم بنفس الصورة، أي لا تنتظر من الناس أن يتصلوا بك، ويفرحوا لك ويهنئوك، وأنت عندما تسمع خبر جيد يمتلىء قلبك حقدًا وحسدًا وغيرة، فكما تدين تدان.
الموقف الثالث: شخصًا أخطأ في حق الناس خطأ بسيطًا غير مقصود،
الأول: غضب وبدأ يسب ويلعن.
والثاني: بدأ يفكر في الإنتقام.
والثالث: عفا وصفح والتمس العذر.
فإذا كنت أنت المخطئ فكيف تتمنى أن يتصرف معك الناس؟
إذًا ما هي الخطة الأولى في سبيل تحسين علاقتنا بالناس؟
بدايةً يجب أن نحدد قائمة بالأشخاص الذين لم نتصل بهم منذ فترة طويلة، سواء كانوا أقارب أو أصدقاء أو معارف، ثم نحدد ما سنفعله: هذا سأتصل به، وهذا سأزوره، وهذا سأهاديه، وثق تمامًا أن ذلك سيغير كثيرًا جدًا في علاقاتك مع الناس، وعلاقات الناس معك، وسيغير كثير جدًا في شعورك بالطمأنينة والسكينة وصلاح البال.
ابدأ في طريق تحسين العلاقة مع الآخرين، ولا تُحبَطْ إذا شعرت بفتور من شخص أو اثنين ممن تتصل بهم؛ فقد يكون عنده ظروف سيئة، أو أنه لم يتوقع منك اتصال، فلابد أن نبدأ هذا الطريق، طريق حسن العلاقة مع الآخرين، ليس من أجل الآخرين، وإنما من أجلنا نحن، فاجتهد في أن تجعل حولك مجموعة من الصالحين، توصيهم بأن يكونوا على صلة بك، وإذا مت قبلهم يصلوا عليك ويدعوا لك.
الشيخ "أشرف شاهين"