اعتبرت صحيفة بريطانية أن اغتيال "بينظير بوتو" رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة يمثل أكبر صفعة وجِهت للسياسات الغربية منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.
وتقول صحيفة "تليجراف": إن اغتيال بوتو ضرب بحجر واحد الخطط الأمريكية والبريطانية للسيطرة على البلاد، مشيرة إلى أن الرئيس الباكستاني "برفيز مشرف" لم يوافق على عودة بوتو إلا بعد تعرضه لضغط شديد من حلفائه الرئيسين.
وأوضحت الصحيفة أن واشنطن ولندن أرادتا عودة بوتو، وخططوا لكي تصبح رئيسة وزراء باكستان مرة أخرى، على الرغم من أن ماضيها السياسي عندما كانت تشغل منصب رئيسة الوزراء لم يثمر شيئًا مفيدًا.
وتقول الصحيفة: إن الهدف وراء دعم الغرب لبوتو كان انخفاض شعبية مشرف بشكل كبير؛ حيث زادت كراهيته بين أنحاء البلاد، وأصبحت حكومته غير مفيدة؛ الأمر الذي دفع الغرب إلى التخطيط لتوحيد السياسيين الباكستانيين العلمانيين المؤيدين للغرب في إدارة واحدة؛ وذلك من أجل عزل الإسلاميين، وإنشاء حكومة جديدة قادرة على محاربتهم عمليًا.
وأوضحت الصحيفة أن المخطط الغربي كان يسير في اتجاه جعل بوتو رئيسة للوزراء ومشرف رئيسًا مدنيًا، ويكتمل المخطط بتعيين الجنرال "أشفاق كياني"، المعروف بتأييده للغرب، رئيسًا للجيش خلفًا لمشرف.
وكان من المقرر أن يعمل هؤلاء الثلاثة سويًا على تنفيذ المخططات الغربية في باكستان، مؤكدة أن بوتو كانت مفتاح تلك الخطط الغربية بسبب شعبيتها في باكستان.
وتؤكد الصحيفة أن بوتو كانت حليفًا رئيسًا لأمريكا وبريطانيا؛ خاصة مع تعهداتها المتكررة بمحاربة الإسلاميين.
لا خيار .. مشرف أو شريف:
وتقول الصحيفة: إن أمريكا وبريطانيا يواجهان الآن خيارين، كلاهما غير مستساغ. الأول: هو دعم مشرف، حتى إذا استعمل سلطات الطوارئ لإلغاء الانتخابات، وحتى إذا عجز عن استئصال المد المتصاعد للإسلاميين المسلحين.
أما الخيار الثاني: هو تشكيل إدارة واسعة مع حزب نواز شريف رئيس الوزراء السابق الذي يمكنه أن يحل محل بوتو، وهو الخيار الذي ترجح الصحيفة أن الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية سوف تلجآن إليه.
على الرغم من أن فرص تشكيل تحالف بين مشرف وشريف تكاد تكون ضعيفة بسبب العداء الشخصي بين الرجلين.
نيويورك تايمز: الإدارة الأمريكية الخاسر الأكبر من اغتيال بوتو الجمعة 19 من ذو الحجة 1428هـ 28-12-2007م